رِحْلَة..!

من الصعب أن نوجز الحديث في سطور قليلة عن تجربة حياة تبحث عن الاستقرار!  ولكن...  كنت بحاجة لأن أضع إلى جانبي بعض الذكريات الصغيرة وأن أمسكها وألمسها لتلتصق ذرات الغبار في يدي وتحرك خشونتها شريط الذاكرة لدي ..

بيتي الأول... كان مفرق الأرجاء مبعثر الجوانب ، حوائطُ منهكة وسقفٌ يضربه المطر كلما غضبت السماء...

 الشبابيك هرمة، وقوته تتساقط كلا عصفت الريح .... بلاط الأرض أهلكه الوقوف حتى تزعزت الحلول!!

الوصول إليه يعني أن تمر عبر الزقاق وتشم رائحة الطعام المنتشرة للبيت المجاور وتسمع بكاء الطفل الرضيع في البيت الآخر !!

هكذا كانت الحياة في رحابه .. لكن كل تلك الصورة المؤلمة أضحت مغبرة الآن ..

 الآن ..وأنا في بيتي الجديد ... بيت دافيء في الشتاء، بارد في الصيف .. بيتُ أبوابه مزخرفة وجدارنه ملساء ناعمة .. والشابيك لا أكاد ألمحها فالستائر تدثرها .. هنا لا أسمع غناء جاري ولا بكاء طفله .. لا أعرف ماذا تأكل جارتنا وإن كانت انجبت أطفالاً أو لم تتزوج بعد...

هنا يبدو كل شيء مختلف ...

المفارقه هنا تبدو واضحه ولكن أجزم بأن الراحه الطويله ليست بنفس اللذه التي عشتها في بيتي الأول!